top of page
Search

الأمل كخيار متعمد

Updated: Nov 19

كيف يمكننا مجرد التفكير بالمستقبل وسط رعب الحاضر؟ إنها لمهمة مستحيلة.

خلال الحرب المروعة لعام 2014 تعلّمت وذوتّت جيدًا أن الأمل هو خيار، خِيار سياسي وروحاني واعٍ ومُستمر. إن هذا ليس بشيء تستيقظ لتجده جزءًا منك، بل انه اختيار صعب للغاية لأنه يتطلب منا أن نشعر بالفجوة الهائلة بين المستقبل المشترك والمستقبل العادل الذي نستحقه جميعا.


قالت أنجيلا ديفيس:

"عليك أن تعملي كما لو كان بإمكانك تغيير العالم بشكل جذري. وعليك أن تفعلي ذلك طوال الوقت".

الآن وفي خضم حرب 2023 المُفجعة، وبعد مجزرة السابع من أكتوبر، وأمام المذبحة المتواصلة في غزة، أمام كل أشكال العنف والعنصرية والقمع التي تحيط بنا - فإن حتى هذا الأسلوب يكاد يكون غير كاف . ربما لما كنت سأكتفي بذلك، لولا أنني درست اللغة العربية بشكل مستمر بين عامي 2014 و2023.


ما العلاقة؟ سأحاول أن أشرح. نحن في زمن التجريد من الإنسانية بشكل جنوني. من المفترض أن تكون حياة الإنسان أغلى شيء بالنسبة لنا، لكنها باتت رخيصة للغاية. لذا فإن اللحظات التي تريحني، والتي تمنحني بعض الهواء وبعض القوة لأكون قادرةً على اختيار "التصرف كما لو" أنه يمكن أن يكون هناك مستقبل أفضل، هي لحظات إعادة إضفاء الإنسانية، وإعادة الاعتراف بإنسانية بعضنا البعض. لحظات بها يتسع قلبي المكسور نتيجة العمل، أو القلق، أو الحب والتقدير، أو نتيجة الألم المشترك.


في هذه اللحظات، في القدس وفي النشاط الذي أقوم به، أمتن مرارًا وتكرارًا لإتقاني العربية. في الواقع، أشعر أن السنوات التسع الماضية التي درست فيها اللغة العربية هي هديتي لنفسي في هذا الوقت العصيب. أصبحت أكثر قدرة على البقاء على اطلاع، التواصل، الدعم والتصرف، لأنني أتحدث هذه اللغة في هذا الفضاء فهذه الهدية تسمح لي باختيار، بطريقة أو بأخرى، أمل لمستقبل مشترك وعادل، كما تمنحني أيضًا الأدوات اللازمة للتعامل مع الحاضر.





36 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page